السبت، 24 مايو 2008

إفتراضي سرهات شكري باعدري: ألآيزيدون بين مطرقة القومية وسندان العّقيدة

ألآيزيدون بين مطرقة القومية وسندان العّقيدة

سرهات شكري باعدري


مع بزوغ تباشير الضياء ألآولي ليوم غدأًَ التاسع من النيسان تطلّ علينا أشراقة حلماًَ وشمس جديداًَ. حلماًَ طالما راود العراقيين فيً مخيلتهمَ لتحقيقه ولبلوغ أمانيه يوم خلاصهم من جمهورية الخوف والرعب يوم سكوت صدى العلوج عن التغني بقائد الضرورة الذي أخذ طريقه الى حجرة الجرذان المتشذمرين يوم أعلاء( شحاطة) أبو تحسين بوجه تلك ألصور التي ملئت شوارع العراق وأزقتها تلك التماثيل التي بدأت بألآضمحلال. ألآ وهي الذكرى الرابعة لتحريرننا من أشرس نظاماًَ دموي و أكثره غطرستة
على الصعيد الشرق ألاوسطي، لابلّ أن قلنا على الصعيد العالمي فهذه ليست جزافة به بلْ هو عين الصوابْ. نظاماًَ حكمّ العراقيين بالحديد والنار وظلّ قابعاًَ على رقابهم طيلة أكثر من ربع قرنا. نظاماًَ كبح جماحهم، وجعلهم يتشتتون في أرجاء المعمورة للبحث عن لقمة عيش. نظاما أباد شعبه جماعياًَ ، والشيء الذي ليس بمقدورنا أن ننكره من عدالة هذا النظام ويستوجب علينا بأن نقوله للتأريخ وندونه بأحرف من الذهب بأنه كان عادلاًَ ومنصفأ بتوزيع ظلمه على الجميع وبالتساوي...!!!!!!!
نظاماًَ أستخدم أبشع الوسائل ألاجرامية بحق أبناءه من بتر ألآيادي وقص ألآذان و تيتمّ ألاطفال وأرملة النساء وتسكع الشباب..؟
نظاماًَ لاقى مصيره في سلة المهملات ودخل الـتأريخ من أضيق أبوابه وبدون رجعة، وبرحيله ظننا بأن الديمقراطية سوف تسودنا وتغمرنا تلك الديقراطية التي أيقنت سيدة العالم أيضاًَ بأنها سوف تقدمها هدية على طبقّ من الذهب الى العراقين وما من وراءها جزية وأن كانت بعض براميل النفط جزيتها من تحت العباءة فهذا ليس ما يعيبها بقدر ما هي عادة لها وغايتها ، حيث ظنت بأن الديمقراطية هي عبارة عن البومات غنائية تطرب مسامع العراقيين أو عبارة عن بالونات من الهواء الذي سوف يبهجّ أفئدة العراقين وتملئ رئتاهما به، أو بمثابة معلبات يملئ العراقيون بطونهم الخاوية من جراء الحصار المفروض عليهم وأجهلت المعنى الحقيقي لتعريف هذه الكلمة النبيلة والتي هي أصلها يوناني ومؤلفة من مقطعين حيث المقطع ألآول منه وهو ديموس ومعناه (الحكم) ويتابعه المقطع الثاني وهو كراتوس ومعناه (الشعب) ولدى جمع الكلمتين معاًَ نحصل على كلمة( حكم الشعبً) بعد أن جمعناالكلمتين معاًَ دعونا أن نفرقهما عن البعض مرة ثانية لنلقي بعض الضوء عليهما و على ألانفراد ،أن ما أوقعت أمريكا في المستنقع العراقي الضّحل هي طريقة أختيارها الغير الصائب للمقطع ألاول من كلمتنا النبيلة والمتعلقة بالحكم، فالحكام الذين وقع عليهم ألآختيار لم يؤدوا دورهم بالشكل الذي كان مرسوماًَ لهم وأن جاز لنا التعبير بأستطاعتنا القول بأنهم تجاوزوا بعض الشيء السيناريو الذي كان مرسوماًَ لهم ، أو لربما أجيدوا براعة في التفنن على سيدتهم .كلنا نتذكر جلسات و أروقة تلك القاعات التي أجريت من على مقاعدها مؤتمرات المعارضة العراقية في لندن وفي أماكن أخرى أبان سلطة الطاغية والوعود التي أقطعوها السياسيون العراقيون الجدد لشعبهم و الذين بالآمس كان نهجهم علمانياًَ ولبرالياًَ واليوم بعد أن أصبحت زمام ألآمور بأيدهم أنحنيت زاويتهم الحادة الى أقصى درجات السلفية والطائفية وهذا ظهر جلياًَ من خلال اللطم والبكاء لبعض قادة مجد العراق الجديد ورافعي رايتها المستقبلية لحدث مرّ عليه على ما يقارب أربعة عشر قرناًَ وبعد أن أصبحت ألاوامر بيد المرجعيات الدينية ويفتون فتاويهم على بساط الريح لآن شريعتهم تقول بأنه من يجلس على ألاريكة حرام وهل شاهد أحدكم السيد السستاني وهو جالس على كرسي ولو كان مصنوعاًَ من قصب وبردي أهوار الجبايش وليس بالضرورة من جلد أيطاليا ألآصلي لقد أسئيت أمريكا الى الشطر ألآول من الديمقراطية بأختيارهاأناساًَ من هذا الطراز المتخلف الذين باتّ للعالم أجمع بأن عقولم ليست في رؤوسهم بل في عماماتهم .وكفرت بالشطر الثاني من كلمتنا النبيلة حين وقع أختيارها على شعب تجاوز بأشواط من التخلف حكامه. بأي..؟ وسيلة تريد أمريكا زرع بذور الديمقراطية ونشرها في أدمغة باتت أصلب من الحجر فهل ..؟ وجدت أمريكا أوجه من التشابه بين شوارع نيو جيرسي وفلوريدا وشوارع مدينة الصدر و سوق الشيوخ، وماذا توقعت من أهل الطويرج الذين يسيرون بأقدام حافية ولمسافة العشرات من الكيلومترات في ركضة الطويريج في شهر محرم. وكيف بها مجابهة أهل الحويجة الذين الى يومنا هذا يهضمون حقوق المرأة حيث لا يسمح لها بالصعود في صدر سيارة البيكب و مكانها المفضل في( بودي السيارة مع الهايشة) . ومن أين.؟ تأتي بالوعي لآهل الفلوجة الذين أصبحوا تحت تخدير الزرقاوي وغيرهم من أئمة وخطباء الجمعة حيث يحرمون تناول الطعام بالشوكة و السكينة ظنناًَ منهم بأنها مبتكرات غربية. أما كان من ألاجدر بها توفير الخصوبة وألآرضية الملائمة لنمو بذرة الديمقراطية في بنية المجتمع العراقي. قبل البدء بالتوقيع على عقود تصديرها الى العراق ،أم أن الديمقرطية أصبحت بالعافية على قول المصريين.
دعونا نعود الى مركبنا الرابض في مراسيه والعود أحمداًَ كما يقال ذالك المركب الذي غمرته الرمال وعاقته عن السيرللوصل الى بر ألآمان لكي يلامس موج الشاطئ ويعوم ليواكب سير المراكب ألآخرى الى الطمئانينة والسلام ومستقبلاًَ مشرقأ وزاهياًَ للآبناءه
ألآ أننا وقعنا في حيرة من أمرنا والله لا يحير عباده، وحيرتنا هذه هي معظلة علماء ألآحياء ورجال الدين والجدال والنقاش الدائر
بينهم حول هل.؟الدجاجة من البيضة أم ان البيضة من الدجاجة ،في تفسير العلماء وحسب تجاربهم التقنية وفي تحليل الكروسومات
والجينات الخلقية وتحت مكروسكوبات المختبرات العلمية وفي تحليلات الحوامض النوية يعطون الحظ ألآوفر للبيضة أما ما يجري في أروقة الكنائس ودهاليز التكيات وفي زوايا المعابد فتكون الغالبية للدجاجة المسكينة التي لم يسلم حتى ألآنسان من فايروسها المميت والقاتل مؤخرا . وألآن أصبح هاجسنا الوحيد و في جميع المحافل والمجالس والمناسبات و لربما في المنام أيضاً
وتأزمت الخلافات وتفاقمت المشاكل ألآجتماعية بين ألآيزيدين في معرفة أنتماءهم، فالمؤيدون للقومية يقولون بأننا ألآصل ولم يخلق الله سبحانه غيرنا في ألآصالة. والعقائديون يقولون بأن عقيدتنا هي أصل المنبع في تسميتنا والسؤوال الذي نود أن نطرحه وبأعصاب هادئة وبرودة ربيعية الى متى نبقى ضحية المطرقة القومية وسندان العقيدة ونحن نطوي أوراق السنة الثالثةَ من رحيل الدكتاتور ومقبلين على فتح صفحة أوراق السنة الرابعة لسقوط الصنم فأين منجزاتنا لا بل أين موقعنا من ألآعراب..! ًَ

ليست هناك تعليقات: