الخميس، 22 مايو 2008

شنكال من ماضياً سحيق.. الى مستقبلاَ مجهول

سرهات باعدري

هذا ما طرزّ على جبينك الوهاج ومنذ ألآزل ، هذا قدركّ المحتومْ الذي باتْ لا يفارقك وأصبح
توئم حياتك ألآبدي وملاذكْ ألآمن، مثل ذالك الهامد الصامد ألآصمّ جبلكْ الوقار الذي حرس أهلك وحفظ عليهم من الهلاك على الرغم من قساوة حرّ الصيف و وقارة برده القارس، والذي كان راعياًَ أميناًَ حيث قضى الليالي المقمرة والكاحلة الظلام ولم يخفى له جفناًَ وأصبح ساهراًَ و درعاًَ حصيناًَ لردعّ سهام الغدّر من على صدركًَ.و لكن يبدوا بأن ألآحتواء به هذه المرة لم يعّد نفعاًَ أمام صهاريج الموت التي نالت من فلذات كبدكّ الذين أستبيّحت دماءهم الطاهرة وأمتزجت بيطنّ أكواخك التي كادت أن تنهار أمام أبسط هفوة ريحاًَ، وما بالّ هؤلاء ألآوغاد الكفرة ليعدوألآطنان من المتفجرات التي أهداها صناع الموت ومعدومي الضمير وألآنسانية للاطفالك الذين لم يلامس أقدامهم ألآحذية منذ أن فتحوا عيونهم على هذه الدنيا وأكسوا أجسادهم بقطعة قماش لتطريز دشداشة ليقوا أنفسهم من رمض صيفها الذي لا يرحم ، وبردها الذي ينخر في النخاع كما يقال. أذأ بأي ضميراًَأنساني أقدموا على هذه الفاجعة ألآليمة وبأي قانون سماوي جعلوا أجساد ألآطفال ألآبرياء أشلاء ممزقة وحسب ما روي عن شهود عيان بأن حمل سيارة بيك أب ملئت بأجسادهم المقطوعة عن الجسد. نعمّ فقط أحتوى هذا الحمل على ألآيادي والرؤس وألآقدام المبتورة يا.!! لهول الكارثة ويريد هؤلاء الكفرة ًَبمنظورهم السلفي البغيض وبفكرهم الطائفي الشنيع وبعيونهم الحاقدة البصيرة، وبعقولهم المتحجرة التي باتت أصلب من الحجر وبأحقادهم الدفينة ضدّ الانسانية والبشرية جمعاء بأن يدخلون الجنة من أوسع أبوابها . فأن كانت الجنة تأوي هذه الفئة الظالة من الكفرة والمارقين الذين سرقو بسمة أطفالنا ألابرياء و هدموا أكواخهم المشيدة من الطين و مزقوا أجسادهم الهزيلة من الجوع وأحرقوا أجسادهم الطاهرة النقية اليانعة بعمر الورد و التي كانت بحاجة ماسة الى رشفات من الماء للارواء ضمئهم .فبئس ومن ثم بئس تلك الجنة التى يحلمون بالدخول الى فردوسها.

شنكال التي عرفت بطبية أهلها و التي فاق طيبتهم طبية ومذاق تينها التي تعلمناه ومنذ نعومة أظافرنا في تدوين أبجدية الرسائل حينما كنا نكتب الرسائل الى ألآحبة و نقول أهدي اليكم سلاماًَ أعطر من الورد وأطيب من تين سنجار ورمان شهربان... فسلام الله يا من حافظتم على هذه الطبية وأصبحتم أكاليل غار ..!!!
دعونا أن نفتح ألآبواب الموصدة على مصراعيها وليكون دخولنا من باب سنجار الى أزقة هذه المدينة ونعزف على الوتر الحساس على تلك السمفونية التي لم يعزفها( بيت هوفن) في سمفونياته التسعة وبكل تأكيد فأنه
لو كان حياًَ و يرزق ليومنا هذا لعزف العاشرة بلحنأًَ حزيناًَ يملئه الشجون وألآهات لتخليد مأسيا شنكال الحبيبة.
وليكون حواراًنا بشكل مجازي لاننا بعيداًَ عن ألآحداث على الرغم من أحاسيسنا وشجوننا تعيش في قلب الحدث، ونقف على تلك ألآطلال في المنطقة المنكوبة ونسأل.؟ لا على التعين رجلآًَ مسنناًَ بدأت علامات الحزن
والقنوط على جسدة الهزيل وذي لحية وشوارب كثيفة لماذا ..؟ أستهدفوكم يا .. أيها العّم فماذا.. تكون أجابته بتصوركم. يقيناًَ أنه سوف يشهق بعمق في بداية ألآمر ومن ثم يطلق الحسرات بزفير أعمق ويقول.. أنها ليست
المرة ألآولى وبالتأكيد سوف لمّ .؟ ولنّ.؟ تكون المرة ألآخيرة نحن المستهدفون في كل ألآزمان والمراحل وفي كافة ألآطرّ. و ليس لسبب ما بلّ ألآننا يزيديون نعم لآننا يزيديون فقط لا غيره وهو موقف فخراًَ وأعتزاز.

_ّ فمنذ الماضي السحيق والشيء الذي توارثته عن أسلافي بأنهم أرادو محونا من الوجود وكانت أمنيتي في الحياة بأن يوهب الله سبحانه وتعالى لساناًَ لهذا الجبل ألآصمّ لكي يروي لكم المأساة والنكبات والمجازر التي حصلت بحقنا وكم من نفوس بريئة مازالت مدفونة بين أوكاره، مثل ما أصبحت هذه البيوت المهدمة قبوراًَ لهم لقد أستهدفوننا قبل هذه التفجيرات، والا ماذا تستنج من هذا ألآهمال المتعمد وهذا الحصار المفروض عليننا وقد قطعّ علينا ألآرزاق والخدمات أنهم قتلونا ونحن أحياء وهذا هو أقسى أنواع القتل.حيث يقول المثل قطع ألآعناق ولا قطع ألآرزاق، أنهم تعمدوا في أهمال أهل شنكال وتحت ذرع واهية أننا أصبحنا ضحية السياسة وألآحزاب ولكن سوف نبقى بأذن الله متمسيكاًَ بعقيدتنا الراسخة وديننا الحنيف ألآنه السرمدي الباقي وألآحزاب في رحيل دائم نعم فهي بمثابة الطيور التي مهما طارت وعلت فأن مصيرها الوقوع فكم من ألآيدولوجيات أصبحت مصيرها الذبول على مر التأريخ وأصبحت حبراًَ من على الورق على رفوف المكتبات وألآيمان بقي هو الراسخ الذي لا يتزعزع، وأجابة هذا المسن كفيلة بأن تلبد غيوم الظلام على سماء سنجار التي تنزف جرحاًَ
نعم يا أيها ألآحبة فاليوم سنجار تدعوكم وتناديكم بقلب مكسور الخاطر وجسداًَ تلبده الدماء القانية من جرحها العميق الذي لا يضمده غيرنا فنحن أهلها وأيماننا و وحدتنا هي الجرعة الشافية لتضميدها في يوم المحنّ .!!!

ليست هناك تعليقات: