السبت، 9 أغسطس 2008

شنكال من يروء ضمئها

شنكالْ..منْ يسقى ضمئها


سرهات باعدري


تؤاسينا بعد أيام الذكرى ألآولى لتك الفاجعة التي أصابت الوجود ألآيزيدي في عقرّ داره، تلك الكارثة المأساوية التي أعدت بكل المقايس ألآسوء من حيث الخسائر الفادحة منذّ غياب شمس جمهورية الخوف المتمثلة بالدكتاتور المقبور، و بزوغ وأطلالة شمس الديمقراطية المستوردة المتمثلة بسيدة العالم الجديد من دون منازع. أنها لم تكنّ كتلك العاصفة الهوجاء التي عّصفت جنوب شرق أسيا و أطلق عليها( تسونامي) التي دمرت ألبشر والحجر والشجر و شاءت الطبيعة والقدرة ألآلهية وحكمته بأن يكون هذا قدرهم.
ولكن ؟ منّ كتبّ قدرك وأرهّبك يا شنكال الصمود و ألآباء في ذالك اليوم الثلاثائي المشؤم الذي بقى عاراًَ ّعلى جبين صناع الموت. خطفوا البسمة من على شفاه فلذات كبدك هؤلاء ألابرياء الذين ما برحّ بأمس الحاجة لرشفات من الماء للارواء رمض ضمئهم .
دارت المواسم وتوالت ألآنظمة وما زالْ الضمـء تؤمك، ظنّ المساكين في ذالك المساء بأن الصهاريج محملة بالماء وسالْ اللعّاب من أفواه ألآطفال متخيلين بأنهم سوف يحصلون على السكاكر والحلويات لتحقيق حلم طفولتهم البريئة التي طالما راودت مخيلتهم.
تراكضوا مسريعاًَ بأقدامهم الحافية من ملاعب الكرة المكسوة بالرمال و التى لم ترىْ في حياتها كسوة من الثيلْ ألآخضر ، و ودعوا كراتهم المصنوعة و الملفوفة من القماش تتدحرج في الملعب تبحث عن قدماًَ حافية ليركنها في الهدف. تجمهروا حول المصيدة
ولم يتداركوا بأن الموت يستدهفهم من جراء تلك ألآحقاد الدفينة و بفعل تلك الشاحنات التي عبئت بالكراهية والحقدّ قبل أن تعبيء
بالمتفجرات لتزهق أجساد أطفالنا اليانعة بعمر الزهور والغاية عندهم أنه يزيدي كافر سواء كان شيخاًَ مسناًَ أم طفللآ رضيعاًَ .وفقاًَ
لمنضورهم السلفي البغيض الذي يتناقض مع كلّ القيم والمباديء السماوية سواء كانت منزولة بوحياًَ أو مؤلفة من نسج الخيال
تلبدت سماء المدينة بالغيوم السوداء الداكنة عكست عن مدى سواد قلوبهم أتجاه أهلها الطيبين، تعالت أصوات النحيلّ ليصديء في
دهاليز ذالك الجبل الصامد والشامخ والصابر الذي كان الراعي ألآمين لهم.لكن يبدوا أن الحظ ّلم يحالفه في هذه المرة ليبرهن مدى صلابته وعنفوانه أمام هؤلاء(الهمج)ومعدومي ألآحساس والضمير والذين أبتكروا أخبث الطرق و أجبنها لينتقموا من المساكين.
أمتزجت الدماء الطاهرة بتراب تلك ألآكواخ الطينية التي كانت تنهار بأبسط هفوة من الريح وأن قلنا بأنها كانت مهدمة بالآساس فهذا الصواب بعينه وما بالكم باألآطنان من المتفجرات التي جعلت ألآشلاء تتناثر أرباًَ. فتباًَ ومن ثم تباًَ لهؤلاء ألآوغاد على فعلتهم. لقدّ جعلت تلك الفعلة الشنيعة ربيع شنكال بلا زهور، أن كان في ألآصل هنالك ربيعاً وسعادة تغمر أهلها البؤساء من قساوة الدهرّ.
مرتّ بالآمس الذكرى الثالثة والستون على سقوط أول قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما اليابانية والتي أنهت الحرب العالمية الثانية على أثرها يا لقساوة شهرأب، شهر الكوارث و موسم المجازر. أيقنا بعد تلك المجزرة بأن غيوم المأساة سوف تلبد عن سماء شنكال وتبصر السلطات بعيناّ من الرحمة الى هؤلاء ألابرياء الذين تشردوا في الخيم والعراء تحت رحمة و قساوة برد الشتاء القارس وحرارة صيفه الذي لا يطاق. والسؤال الذي نودّ طرحه هل.؟ كانت المساعدات أسوة بالكارثة التي حصلت من بعدها في أحدى أحياء الموصل في الزنجلي أم ان القاطنين في سنجارهم يزيديون. وبدأت المعاناة بألآزياد وأرتفعت نسبة الغبن وسوء الخدمات ألآدارية المقدمة الى أهلها مقارنة بمناطق أخرى تعيش بنفس الضروف من حيث أنها المناطق المنزوعة عليها وهل..؟ نجد موازنة بين ما يقدم الى أهل خانقين من الخدمات أسوة بأهل شنكال المنكوبة بطبيعة الحال لا توجد هنالك أوجه من التشابه
والكل يوّعز السبب الى عدم تطبيق المادة 140التي جعلت مصير هذه المناطق على كف العفريتّ وبات أهلها في حالة أنتظار وترقبّ وأصبح حالهم كمن ينتظر( لبن الثور) طيب أذا كنتم تسرحون وتمرحون في كل الدوائر وجميع الميادين وتحكمون بقبضة من الحديد فلماذا.؟ هذه ألآزدواجية في المعايير من حيث ألآهمال المتعمدّ للمناطق ألآيزيدية بأبسط الخدمات، فأين نجد الضمان بعد تطبيق هذه المادة.لوأفترضنا بأن وزارة ألآوقاف والشؤون الدينيةفي ألآقليم تقشفت وجعلت عدد الحجاج في أحدى مناسك العمرة نعم..! في موسماً واحد فقط الى نصف العدد وأنفقت هذه ألآموال في سنجار على سبيل المثال وليس الحصر ألآ يكفي لحفرّ خمسة من ألآبار ألآرتوازية لكي يتسنى لهولاء المساكين من شرب قطرات من الماء الخالي من نسبة ألآملاح ليرطب من نبرة صوتهم حينما تصدح حناجرهم بتلك الكلمة المثالية التي باتت حلم كل التكتلات والكيانات السياسية في عراق اليوم ألا وهي كلمة نعمّ..!
صاغ سماعي يوم أمس خبراًَ تناقلته الفضائية العراقية مفاده بأن وزارة الكهرباء في ألآقليم سوف تباشر بأنشاء شبكة من الخطوط الجديدة والتي تعتمد على خلايا الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء في أنارة طريق دهوك زاويته في حين أهل سنجار حصرة عليهم الحصول على ربع لتراًَ من النفط ألآبيض لتعبئة فوانيسهم النفطية ليجدوا بصيصاًَ من الضوء بعد أن أصبح الظلام الدامس قدرهم
فما كان في نفسي ألآ أن أقول..! الله يكون في عون العطاشة من أهل شنكال ولكن لا تيأسوا فأن السيد محمود عثمان سوف يقدم لكم المزيد في حين أن لسانه لا يطيق و لا يتجريء بلفظ ّأسمنا في أي مناسبة كانت وكما هو الحال بالنسبة الى أخوته في ألآيمان.
أن ما طفحّ به الكيل في الوضع العراقي المتردي والفساد ألآداري المتفشي والذي نخر الى حدّ النخاع كما يقالّ في ميادنه الشتى حيث وصل الى ذروته، وحسب تحليل أحد المهتمين بالشأن ألعراقي وتحديداًَ بالشأن الشيعي حيث يرجح العلة ويكمن ألآسباب في الحالة النفسية التي يتمتع به أصحاب القرار والغالبية من الذين أصبحت زمام ألآمور تحت رهن أشارتهم حيث يردف في وصفه
قائلآ بأنه سادة العراق الجدد هم الذين بألآمس كانوا ملاحقين ومطاردين من قبل الطاغية ومختبئين في ألاهوار و ملازمين حالة من الخوف والترقب من فلوله وحاملين على أكتافهم ما يسد رمقمه في تلك الجعبة وهذا شيء يفتخر به كل من ناضل من أجل القضية سواء في الجبال أو ألآهوار، ولكن ولدت هذه الحالة وعكست صورة سلبية وبقيت ملازمة لحالتهم النفسية الى يومنا هذا حيث يراوده الشك بأن النظام ما زال يلاحقهم وأصبحوا اليوم يمتلكون الحقائب الدبلوماسية عوضاًَ عن تلك الجعب فبدءوا بتعبئة ألآوراق الخضراء في تلك الحقائب بدلاًَ من رقائق الخبز التي كانت تعبيء بالآمس ومطبوعاً في هاجسهم أحداث ألآمس بين الكرّ والفرّ فأصبح همهم الوحيد ألآرصدة ومادام مستقبل العراق أصبح رهن أشارتهم و هنالك متسع من المكان في زوايا حقائبهم للآستيعاب الوفرة من تلك الآموال بلآ أدنى شك يحتاج العراق الى المزيد من الوقت لكي ينهض ويقف على أقدامه من جديد .!


ليست هناك تعليقات: