الأحد، 6 يوليو 2008

سنوات الضياع


سنوات الضياع
سرهات باعدري

قدّ ينتابك عزيزي القاريء ومنذ الوهلة ألآولى لتصفحك( مانشيتنا) هذا الذي يشير بين طياته الى عنوان المسلسل التركي المدّبلجْ المعروض على الشاشة الفضية الفضائية ألآن ، والذي نال أعجاباًَ من الكثيريين للاحداثه المشوقة وحبكته الفنية،و أخذ قسطاًَ من الوقت لمشاهديه وكما تعلمون فأن حواء تأخذ الصدارة
في شأناًَ كهذا. و تظنون في باديء ألآمرّ بأننا سوف نغزرّ المعلومة بهذا الصددّ، ولكن المبغى هنا يتناقض كلياًَ مع مجريات المسلسل. و يصّب في واقعنا الذي أصابه الضياع وأن قلنا التهلكة فهذا الصواب بعينه
كثيرأ ما تطالعنا بعض من المقالات وألآكثر منها من المرات يرواد سماعنا أيضاًَ بعض الهمسات من قبلّ بعض ألآخوان الذين يدرجون أنفسهم في سلماًَ أعلى من غيرهم بوجه نظرهم الخاص طبعاًَ. ويحاولون جاهدين بقدر المستطاع أن يعبرون عن رأيهم السديد أزاء الشأن ألآيزيدي الذي أصبح يتراوح في مسيرته لا بلْ بدء يتراجع الى الوراء. وبعكس دوران عقارب الساعة أن جاز لنا التعبير. وعلى الرغم من هذا ألآخفاق يعتبرون هذه الفترة بأنها مايشبه بالفترة الذهبية وراح البعض يطلق عليها بالعصر الذهبي لما حقق من ألآنجازات ولدى مقارنتنا بما يجري حولنا وما حقق لغيرنا نجدّ نقيض ذالك ويستوجب علينا بأن نطلق على هذه الفترة بأنها فعلاًَ سنوات الضياع لنا لآنها تطوي بأوراقها بسرعة بدون أن ندرك ما يعدّ لنا من الطبخ في مطابخهم وما تعّد لنا من العدة، وكلْ واحداًُ منا يغني على ليلاه وخاصة بعد أن أصبح الواقع تحت رحمة السياسة( وثقافة التسلط) نعم التسلط بحذافيره حاولنا أستخدام هذا المصطلح الذي يحمل بين طياته الكثير من الدلالات وفي النفس الوقت الدقة في الوصف وتحديد السقف الثقافي ألآيزيدي المسيرًَ .دعونا أن نشخص سنوات الضياع بعيداًَ عن العمل الدرامي لكن في صلب الواقع. ومبغانا تلك الهجرة الشبابيةالتي أصبحت بمثابة معظلة حيث باتْ تفاديها اليوم صعباًَ للغاية وباتت السيطرة عليه من السابع المستحيلات كما يقالْ. ربما يقول البعض أننا عظلنا المشكلة بدل من أيجاد الحلول لها وكيف.؟ يتسنى لنا أيجاد حل وجميعنا ندرك أين تكّمن العلة و حينما نريد تعليلاًَ منطقياًَ لكارثة من هذا القبيلْ لابد لنا أن نتوقف برهة و نسلط الضوء على ألآسباب الجوهرية التي تفاقم هذه الهجرة وأن أطلقنا علية الهروب من الواقع أعتقدّ بأننا لسنا مبالغين فيه وحينهالآ نستطيع أن نبريء أنفسنا نحن كأيزيديين من هذا ألآقدام الجماعي الذي يقودنا الى الغد ّ المزروع طريقه بألآشواك والمحنًَ و العواقب الوخيمة والسؤال الذي يفرض ذاته بأقتدار على المليء جميعاًَ وعلى كلّ أيزيدي ّذوي ضميراًَ حي ونابض لماذ..؟ هذه الهجرة الجماعية ماهي ألآسباب التي يترك من أجلها ألآنسان و الشاب ألآيزيدي تلك الحفنة من التراب المقدس وطن ألآباء وألآجداد ثمرة جهدهم السخي تلك العراقة النابعة من عبق التأريخ وسنواته المضيئة والمليئة باليئس والحرمان و يودعها بقلباًَ وخاطراًَ مكسوريين الى مستقبلاًَ يغيم عليه المجهول . فهل..؟ يعقل بأن يشدّ ألآنسان الرحيل الى الغربة بهذه السهولة وهذه البساطة وبين ليلة ضحاها. أم أن هنالك أسباب ودوافع أخرى تقودهم الى سلك طريق الضياع والى ألآبدّ. بكلْ تأكيد لايحق لنا التطرق الى ألآسباب من دون أتهام النظام الدكتاوري السابق الذي حكم بيداًَ من الحديد وظل قابعاًَ على الرقاب لمدة تزيدعلى ما يقارب ربع قرناًَ وأكثر، ولكن السؤال المطروح هل كانت ألآعداد المهاجرة بهذا الكم في العهد البائد. فحسب أحصائية للجالية العراقية المقيمة في جمهورية المانياألآتحادية في أواخر عام 2003كان عدد العراقيين المقيمين والذين حصلوا على حق اللجوء والرافضين لطلباتهم حسب هذه ألآحصائية يبلغ تعدادهم على ما يقارب 82الف عراقي وضمن هذه النسبة كان عدد ألآيزيديين حينها لا يتجاوز سبعة الف يزيدي نعم سبعة الف يزيدي فقط وهذا لايعدّ سوى نسبة حياًَ من أحياء بعضاًَ من مجمعاتنا، ورحل الدكتاتور الكبير بلا رجعة .! ولكن ألآعداد تضاعفت هل يعود فضل هذه الزيادة غير المسبقة الى الديمقراطية المنشودة أم أن فرخ البط عوام على( كولةالمصريين) ولمن توجهون أصابع ألآتهام؟ لو أتيحت فرص العمل لهذه الطاقات الشبابية التي تسلك طريق الموت و تقارع أمواج البحر الهائج التي لا ترحم. لو لم يشعر ألآنسان ألآيزيدي بالغبن والكيل بمكيالين ألآقدم على هذه المغامرة. لو شعر ألآيزيدي بحق المواطنة في أرضاًَ أنجبته وأقترن بها للآضظرّ اليوم بأن يضع عقاراته في المزاد العلني وكما نعلم فأن العقار ألآيزيدي أصبح يباع بأقل من نصف قيمة السعر الرائج في سوق العقارات أم أن هنالك أيدي خفية تحاول أبعادنا لينفردوا للسيطرة على مقدراتنا، هذه مجموعة من ألبديهيات أضعها بين يدي القاريء الكريم ليقرّ عليه بذاته وفي ختام مقالنا هذا حبذت أن أعطي تنويهاًَ بسيطاًَ بأننا سوف نتواصل معكم في الجزءألآخر وتحت عنوان عيناًَعلى الغربة لنزودكم ببعض الحقائق والوقائع عن حياة المغترب ألآيزيدي في المهجر قريباًَ ...؟

ليست هناك تعليقات: